التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من رسائلكم ( 1 )

الاستاذ خليل البلوشي
بواسطة الاستاذ خليل البلوشي · نُشر:
آخر تحديث:



 هذه بعض الردود على أسئلتكم عبر موقع صارحني 


الرسالة تقول :

استاذ تعبت من بنتي تعتبر من صعوبات التعلم قي اللغة العربية خديتها لأغلب المدرسات ماشي فايدة حبيت تكون معاي خطوه بخطوه عشان اخليها تفهم احين بس بدأت تعرف تقري وتكتب بصف الخامس ألحين ماتفهم شي مولية مدرستها مايساعدوني ابدا حتى تضايق تقول انا ليش ما افهم ليش انا غبية انا تعبت لدرجة اني ما اعرف كيف افهمها ترفع لي ضغطي واتركها يعطوني بعض الحريم حلول اتبعها كم يوم واتركها تعرف استاذ انا ربت منزل ل6اشخاص عندي بيبي عمره8شهور وشغل البيت اهيا الوحيدة كذا من اخوانها 😢

الرد : 

أنتِ أم رائعة، وما تفعلينه من أجل ابنتك يستحق التقدير. من الطبيعي أن تشعري بالتعب والإحباط، خاصة مع مسؤوليات المنزل والأطفال الآخرين، لكن لا تيأسي. ابنتك قادرة على التقدم ببعض الصبر والأساليب المناسبة.

كيف تساعدين ابنتك في فهم اللغة العربية؟

١. تحديد المشكلة بدقة

حاولي معرفة موضع الصعوبة:

  • هل المشكلة في القراءة؟ مثل التعرف على الحروف أو الكلمات أو الفهم القرائي.

  • أم في الكتابة؟ مثل الإملاء أو تركيب الجمل.

  • أم في الفهم السمعي؟ مثل عدم استيعاب التوجيهات الشفهية.

معرفة المشكلة تساعدك في وضع الحل المناسب.

٢. البدء من حيث تتقن

  • إذا كانت تقرأ ببطء، جربي معها جملة قصيرة ثم اسأليها: "وش فهمتي من هالجملة؟"

  • إذا أخطأت، اشرحي لها المعنى بكلمات بسيطة وكأنك تحكين لها قصة قصيرة.

٣. استخدام وسائل بصرية وسمعية

  • المقاطع المصورة: شاهدي معها قنوات تعليمية ممتعة مثل "كرزة" أو "تعلم مع نور".

  • الألعاب اللغوية: اكتبي كلمات على أوراق ملونة واطلبي منها تركيب جمل، أو استخدمي بطاقات الصور لربط الكلمة بالمعنى.

  • التمثيل: إذا كانت القصة تحتوي على حوار، مثّلي معها المشهد لتسهيل الفهم.

٤. تحويل التعلم إلى لعبة

  • أسئلة المسابقة: اجعلي التعلم ممتعًا عبر طرح أسئلة حول النص وكأنها في برنامج مسابقات.

  • التحدي اليومي: كل يوم كلمة جديدة تتعلمها وتستخدمها في جملة، وسجلي تقدمها في دفتر صغير.

٥. تعزيز ثقتها بنفسها

  • قولي لها: "أنا فخورة بكِ لأنكِ تجتهدين، وكل شخص له سرعة تعلم مختلفة."

  • تجنبي مقارنتها بأخواتها أو زميلاتها، وركزي على تقدمها الشخصي مهما كان بسيطًا.

٦. التعاون مع المدرسة

  • تحدثي مع معلمة اللغة العربية وأخبريها أن ابنتك تحتاج إلى تكرار الشرح أو أمثلة إضافية.

  • إذا كان بالمدرسة أخصائية صعوبات تعلم، فاطلبي تقييماً رسمياً لها.

٧. إدارة وقتك كأم مشغولة

  • ١٠ دقائق يوميًا كافية للتدريب المكثف، الأهم هو الاستمرارية.

  • استغلي أي لحظة، مثل وقت الغداء، واسأليها: "هل تتذكرين معنى كلمة (…)؟"

  • إذا كان لديها اختبار، ركزي على ٣ نقاط رئيسية فقط يوميًا.

٨. الاعتناء بنفسكِ

  • لا تلومي نفسكِ إذا لم تستطيعي مساعدتها يوميًا، فكلنا نحتاج إلى راحة.

  • خصصي وقتًا قصيرًا لها، ولو كان بعد نوم الرضيع، واجعليه هادئًا وخاليًا من التوتر.

تذكري

  • صعوبات التعلم لا تعني الغباء، بل تحتاج إلى طريقة مختلفة.

  • بعض الأطفال يتعلمون أفضل عندما يربطون اللغة بالحياة اليومية، مثل قراءة الإعلانات أو كتابة قائمة تسوق.

  • إذا شعرتِ أن الأمر يحتاج إلى مساعدة إضافية، لا تترددي في البحث عن مركز متخصص في صعوبات التعلم لإجراء تقييم شامل.


"وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ" (النحل: 127).

 


 انا شخص قد أنهى مرحلته الجامعية قبل اشهر، وبالمصادفة ظهرت لي قناتگ، وقمت بإضافتها، ومنذ ذلك الحين وانا أقوم بحل الأنشطة التي تقوم بإرسالها ف قناتگ، وأسترجع معك ما درسناه قبل سنين عدة. لك جزيل الشُكرِ والإمتنان أُستاذ خَليل، قناتك ليست مفيدة لطلاب المدارس فقط، بل هي تعتبر ذات نفعٍ زهيد وفيّاض لأمثالنا الذين يقضون أوقات فراغهم للغوص في بِحارك العليلة..

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،  

أخي العزيز، كلماتك هذه كالندى على روحي في صباحٍ مُشرق، تذكرني بأن العطاء - وإن بدا بسيطاً - قد يلامس شغاف القلوب في أماكن لم أكن أتخيلها.  

أنت أيها الكريم، بجديتك وحرصك على التعلم حتى بعد سنوات من الدراسة، تثبت أن المعرفة لا عمر لها، ولا مرحلة تنتهي عندها. بل هي رحلةٌ يتذوقها العقل الواعي كما يتذوق القلب العاشقُ ندى الذكريات.  

أسعدتني فكرة أنك تسترجع معي ما تعلمته سابقاً، فهذا يعني أن الحروف التي أكتبها ليست حروفاً تتبخر بعد القراءة، بل تصير جسوراً بين الماضي والحاضر، بين ما كُنت تعرفه وما يمكن أن تضيفه إليه اليوم.  

أما قولك "نفعٍ زهيد وفيّاض"، فهو تناقض جميل يختزل جوهر العلم؛ فكم من فكرةٍ بدت صغيرة فأضاءت عالماً! وها أنت تمنحني شرف أن يكون عملي سبباً في إثراء وقت فراغك، وهذه هدية لا أعرف كيف أُكافئك عليها إلا بالدعاء أن يزيدك الله حرصاً وفضولاً، ويجعل حياتك سلسلةً من الاكتشافات الممتعة.  

بِحَارِي "العليلة" - كما سمّيتها بلطافتك - لن تزداد إلا عُمقاً كلما وجدت فيها أمثالك من الطلاب الذين يحملون بين السطور قلوباً متعطشة. فشكراً لك على هذه الثقة، وعلى أنك جعلتَ هذا الجهد أكثر معنى.  

أهلاً وسهلاً بك دائماً، فأنت لست متلقياً هنا، بل أنت شريكٌ في هذه الرحلة.  

بكل التقدير
خليل